كيف نبدأ في تعليم الطفل الحروف؟
دعونا أولًا نذكر السن المناسب للبدء في تعليم الطفل الحروف قراءة وكتابة. ستجدين دراسات تشير إلي أن الأصوب والأفضل البدء بعد 7 سنوات ودراسات أخري تشير إلي أنه لا بأس بالتبكير والبدء مع تمام الطفل 3 سنوات. في المقابل سأسدي لك نصيحة ربما تخرجك من الحيرة بين هذه وتلك، النصيحة تقول: اضربي بالدراسات عرض الحائط واصدري لنفسك دراستك الخاصة من خلال مراقبة تطور طفلك.
فطفلك وحده هو القادر علي أن يخبرك متي يمكنك البدء معه ومتي عليك الانتظار . لو أحسنت مراقبته وخبرتي مهاراته وقدراته فلا وجه لاتهامك بالظلم أو الجهل أذا بلغ طفلك ثلاثة أعوام ثم بدأتي في تعليمه الحروف، ولا وجه للومك لو تأخر حتي بلغ تسع سنوات ولم يتعلمها بعد طالما أنك قائمة عليه تعلمين قدراته جيدا.
فالطفل أولا ثم مدي علمك بمهاراته وقدراته هما وحدهما دراستك وأبحاثك التي تعتمدين عليها في التعليم.
ويبقي السؤال : كيف أعرف أنه صار مستعدًا ؟
بطريقين: إما أن يبدي الطفل رغبة مباشرة للتعلم أو اهتمام نحو القراءة والكتابة، أو نعرض نحن علي الطفل المهارة ونحاول تعليمها له ونختبر مدي استيعابه لها وتقبله لتعلمها، فإن أبدي تجاوبًا وفهمًا فهو وقته.
طرق تعليم الأطفال الحروف :
في الفترة الاخيرة صارت منهجيات تعليم الحروف( قراءة وكتابة) للطفل متعددة. ورغم أن كل منها قد يبدو مستقلًا عن الآخر إلا أنها جميعا تتقاطع وتصل لنفس النتيجة في النهاية. فكلها تهتم بالأصوات والرموز وهيئة واتجاه الكتابة لكنها قد تختلف في ترتيب التعلم لهذه الأمور.
أولا : منهجية تعلم الصوت أولا ثم الشكل بدون الاسم :
شرحت أ. دعاء مجدي هذه الطريقة في تعليم الطفل الحروف في فيديو واضح وبسيط علي قناتنت في اليوتيوب. في هذه المنهجية نعلم الطفل أولا صوت الحرف في حالته الساكنة من خلال التعرف علي مجسمات وصور تبدأ بنفس صوت الحرف ولا نقدم شكل الحرف في هذه المرحلة. هذه المنهجية تعتمد علي كون اللغة مادة سماعية بالأساس، و لكي يتعلم الطفل رموزها يحتاج أولًا إلي تكوين خبرة حسية لديه قبل تقديم الرموز.
وإليكم رابط الفيديو لفهم هذه المنهجية بشكل أكبر .
ثانيا: منهجية تعلم الاسم والشكل معا ثم الأصوات ممثلة في الحركات:
وهي الطريقة الشائعة لسنوات لتعليم الطفل الحروف ممثلة في طريقة نور البيان والقاعدة النورانية. وهي الطريقة التي اعتمدتها في تدريس ابنتي. في هذه الطريقة نبدأ بتعليم الطغل تمييز شكل الحرف واسمه ثم بعد الانتهاء من الحروف كلها نبدأ في تعلم أصوات الحروف الممثلة في الحركات الثلاثة .
في نور البيان نتعلم كل حركة بشكل منفصل ثم ندمج بين الحركات الثلاث أما في القاعدة النورانية فيتعلم الطفل الحركات الثلاث معًا.
ثالثا : منهجية تعلم الصوت والشكل معا:
وهذه أعتبرها خليط بين المنهجيتين السابقتين، فهي تبدأ مع الطفل بتعليمه صوت الحرف أولا في حالته الساكنة مع تمييز شكل الحرف أيضا والتعرف علي اسمه. ثم تعليم الطفل أصوات الحروف مع باقي الحركات، وهذه يمثلها المنهج المصري الجديد.
فيما يتعلق بترتيب تقديم الحروف في الطرق الثلاث: فنور البيان يعتمد الترتيب الأبجدي للحروف بغض النظر عن صعوبة نطق الحرف علي الطفل أو سهولته. وكان هذا من الأمور التي عدلتها في المنهج إذ سرنا في تعلمنا بالحروف الأسهل في النطق علي ابنتي. أما الطريقة الأولي والأخيرة فتعتمد ترتيب الحروف الأسهل والأقرب لمخارج الطفل ونطقه ولا تلتزم ترتيب الحروف المعروف.
ماذا عن الكتابة؟
في المنهجية الأولي .. يمثل تعليم كتابة الحرف للطفل الخطوة الثالثة ، فبعد أن يتقن الطفل تمييز أصوات الحروف ثم يتقن التمييز بين رموزها ومطابقة الرمز مع صوت الحرف نبدأ في تعليم الطفل كتابة رمز الحرف الذي ميزه.
أما عن المنهجية الثانية والثالثة فالطفل يتعلم كتابة الحرف بالتوازي مع تعلمه سواء سيتعلم صوته أو اسمه أو هما معًا.
هذا استعراض لبعض منهجيات البدء في تعليم اللغة العربية وفق معلوماتي وتقسيمي الشخصي .. يبقي السؤال : كيف اختار المنهجية المناسبة لطفلي؟
نرجئه للتدوينة القادمة إن شاء الله..
