الاثنين، 14 مارس 2022

# اللغة العربية

اختيار المنهجية المناسبة للطفل- تعليم اللغفة العربية للأطفال (3)


 


كيف أختار المنهجية المناسبة لطفلي ؟
في الحقيقة هذا سؤال لن تجدي إجابته عندي، ولكن سأسرد تجربتنا المدرسية في ذلك لعلها تنير لك بعض علامات الطريق.
بدأنا نتعلم الحروف في سن صغيرة ، في البداية حاولت تعليم طفلتي صوت الحرف فقط مع مجسمات وصور بدون عرض شكله لكنها لم تنتبه للأصوات ولم تربطها ببعضها، فلما حاولت تقديم شكل الحرف مع اسمه كان استيعابها لهذا الأمر أفضل من سابقه، فأكملنا علي هذا الطريق واعتمدنا منهج نور البيان، لكن لم نتعلم بالترتيب المعروف بالحروف كما ذكرت سابقًا.
ماذا يعني هذا؟ يعني أن الطفلة لما حاولتْ توظيف مهاراتها السمعية واعتمدت في تعليمها اللغوي علي التمييز السمعي فقط لأصوات الحروف لم تستوعب، لكن لما أضفت إلي التمييز السمعي التمييز البصري كان استيعابها أفضل وفهمت المطلوب. وانتباهي لهذا بفضل الله فادنا كثيرًا، لأني لاحظت أن مهاراتها السمعية ليست في قوة مهاراتها البصرية لكي اعتمد عليها وحدها في تعلم الحروف. فلوقت طويل وحتي بعد ما تعلمنا أصوات الحروف بالفتح والكسر والضم ظل التمييز الصوتي بين الحروف لديها ليس علي مستوي التمييز البصري للحرف وكتابته وتعلم شكله إذ كانت مهاراتها في الكتابة أعلي بكثير من مهاراتها في القراءة.
لذا أقول جربي مثلا الطريقة الاولي أو الطريقة الثانية أو الثالثة و انتبهي لقدرة ابنك علي استيعاب هذه الطرق. هل مهاراته السمعية جيدة بشكل يكفي أن يتعلم أصوات الحروف ويميزها سمعًا فقط بدون دعم هذه المهارة بعرض شكل الحرف؟ أم أن مهاراته البصرية أعلي فيمكنن التميز بين أشكال الحروف بشكل أفضل من التمييز بين أصواتها ؟ هذه المراقبة تمكنك من اختيار الطريق الأنسب لكم بعد ذلك.
نفس الكلام سنجيب به إذا سألنا : هل أعلم الطفل كتابة كل حرف مع تعلمه لصوته أو أُأخر الكتابة حتي ينتهي من تعلم أصوات الحروف أو أسمائها أيا كان النهج الذي سنتبعه؟
الإجابة : هاتان مهارتان منفصلتان. فالطفل قد يتأخر في تمييز صوت الحرف أو اسمه أو حتي الربط بين الاسم والشكل و يكون أكثر مهارة في كتابته، فالكتابة مهارة منفصله عن القراءة. لذا الذي أنصح به: ابدأي تعليم الطفل الكتابة بالتوازي مع القراءة، لكن لا تجبريه علي أن يسير في الهارتين بشكل متوازي كما يحدث في الحضانات حيث يلزمون الطفل بتعلم كتابة الحرف وقرائته في نفس الوقت وإلا يكون طفل متأخر ولا يفهم.
نعم لنعلم الطفل قراءة الحرف وكتابته لكن: إذا تأخر في تعلم مهارة الكتابة وتقدم في تعلم مهارة القراءة نسير معه ونتقدم في المهارة السهلة عليه ونصبر عليه ونتريث في المهارة الصعبة عليه ولا يوجد ضرورة أبدا لسير المهاراتان معا .
وأنا اكتب هذا وقد جربته وعاينته، فهمارتنا في الكتابة كانت ممتازة بالنسبة للسن الصغير الذي تعلمنا فيه. وكانت ابنتي تفضلها وتحبها وتتعلمها سريعا عكس مهارة القراءة تماما كانت تملها وتستصعبها ويصعب عليها تمييز صوت الحرف إذا رأت شكله!. فانتباهك لهذا يرفع عنك وعن طفلك كثير من الضغط .
وكنت كتبت سابقًا مقال في هذا الأمر يمكنك مراجعته :
وقبل أن ننتقل عن الكلام في الكتابة ، فإن السبيل الأفضل لتعليم الطفل الكتابة هو تعليمه الأشكال الأساسية التي تكتب وترسم بها الحروف أولًا بدلً من تعليمه كتابة حرف حرف بشكل منفضل. بمعني: كل الحروف تكتب بمجموعة أشكال معينة كالخط الرأسي والخط الأفقي والخط المنحني والنقطة .. لما يتعلم الطفل كتابة هذه الأشكال ورسمها في البداية يمكنه انتاج كل الحروف منها بعد ذلك بسولة ويسر بل وتصير الكتابة عملية ممتعة لأنه الطفل سيشعر وأنه يرسم ويمكنه انتاج رموز معروفة من ه=خلال الأشكال التي تعلمها . عكس الصعوبة التي سيجدها الطفل في تعلم كتابة حرف حرف إذ في كل مرة يتعلم هيئة كتابة جديدة قد تختلف عن هيئة الكتابة التي تعلمها في الحرف السابق.
وقديما كتبت منشورا عن هذا الأمر وعن أحد الكتب التي استعنا بها لتعلم مهارة الكتابة وفادنا كثيرا . لكن بشكل عام يمكننا تعليم الطفل الخط المستقيم والخط المنحني وفقط بكافة أوضاعهما وهذا يكون كافيا في توظيف الفكرة التي أتحدث عنها.
أما عن الوسائل والأدوات والكتب التي نستعين بها في تعليم الكفلة العربية.. فهذا موضوع المقال القادم إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق