الاثنين، 7 ديسمبر 2020

إضاءات علي تعليم التقويم لطفلك

ديسمبر 07, 2020 3 Comments




السلام عليكم ورحمة الله

في تدوينتنا اليوم سنتحدث عن وحدة التقويم التي تعلمناها مؤخرًا في مدرستنا المنزلية . وهبني الله بعض الأفكار التي ساعدتنا علي أن ندرس هذه الوحدة بشكل حقق استفادة كبيرة فيما أحسب بفضل الله .. فأردت أن أطرحها بين يديك لتنتفعي بها


أولًا .. التخطيط لهذه الوحدة:


التخطيط الزمني لما سنذكره الآن من دروس هام جدا .. وانتقاء العمر المناسب للطفل فيه هام أيضا .. لأن عمر الطفل سيحدد لك ما الذي ستعلمينه اياه من هذه الوحدة؟ هل سنكتفي بذكر الآيام والأسابيع أم سنزيد عليها الشهور والأعوام .. أم سنذكر فقط أطوار القمر .. هل سنناقش الأمر من ناحية علمية بحتة فنتحدث عن دوران الأرض والقمر وما يحدث في الفضاء .. أم سنكتفي بذكر قصة خيالية عن الشمس التي تظهر وتغيب .. وهكذا.
التنبه لعمر الطفل ومدي إداركه في هذا العمر هام أيضا عند التخطيط لهذه الوحدة
و لأنها وحدة مرتبطة بالزمن فلابد أن يكون زمن تقديمها مناسب وخادم للمحتوي .

أُفضل لك أن تخططين لبداية هذه الوحدة مع نهاية الشهر العربي حتي يتزامن التعلم عن الحديث الشهر مع بداية ظهور الهلال.
وأُفضل لك أيضا أن تبدأينها مع بداية فصل سنوي جديد كالربيع أو الصيف أو أي فصل حتي يلاحظ الطفل التغيرات التي سيدرسها كمعلومات بشكل بصري وحسي.


ثانيا: المصادر 


من أين سنُعلم التقويم للأطفال؟ من كتاب المدرسة المصري أم من منهج منتسوري أم من فيديوهات اليوتيوب ؟
أيا كان المنهج الذي تستقين منه معلوماتك التي تبثينها في الطفل فلابد وأن يأتي في مقدمته منهج هام جدا يحوي مصدرين أساسين هما (القرآن والسنة).
التقويم هو الزمن .. نحن ندرس للطفل الزمن وتتابعه في الحقيقة تحت مسمي التقويم.
والزمن الكلام عنه مبثوث في القرآن بشكل واسع،
في الآيات التي تناولت الليل والنهار والشمس والقمر، وحساب السنين والأيام ومرور العمر والأعوام والحديث عن الضعف والقوة، والماضي والحاضر والحياة الدنيا واليوم الآخر...

كلها موضوعات متعلقة في الأساس بالزمن .. يخبرنا الله عن حقيقته في كل لمحة من هذه اللمحات.

فإذا أردت تقديم التقويم لطفلي فلابد أن أنظر ماذا قال القرآن عن الأيام وتتابعها ومرورها .. وماذا قال عن الليل والنهار.. وعن خلق الشمس والقمر .. وما إلي ذلك.

وسيساعدك في هذا الأمر التخطيط الجيد كما ذكرت سابقًا لهذه الوحدة .. متي نقدمها وماذا سندرس فيها ؟


ثالثا : توظيف الحس لغرس الإيمان:

التقويم كمادة علمية هي مادة حسية بالأساس .. لمّا نحدث الطفل عن كيف أن اليوم هو عبارة عن ليل ينقضي ثم يأتي من بعده نهار فالطفل يحس ذلك بحواسه .. يشعر بتتابع الليل والنهار في يومه ويراهما ويعيشهما ويرتب حياته عليهما.
فهذه المحسوسات التي يحسها الطفل لو قلنا له أن الله الذي صنعها ودبرها وهيئها وأجراها علي هذه الكيفية والدقة والكمال .. ففي هذا درس عقدي عملي عظيم يدعم فطرة التوحيد في قلبه ويعززها .. ولطالما أشرت إلي أهمية دمج التوحيد في حياة الطفل وتعليمه وليس فقط كمجرد متن أو درس ديني نقرأه ثم ننتهي.
إذا فنوظف الحسُ والتجربة المشبَع بها هذا الدرس للدلالة علي الله .
والمراقبة أيضًا مما يجب أن يوظف تحت هذا البند .. نراقب السماء كثيرا وتغيراتها .. ونراقب الليل كيف يغشي الأرض وكيف يجليها النهار للناس .. نقرأ آيات القرآن في سورة الشمس وسورة الليل ونتحدث عن جميل صنع الله ونحن ننظر ونبصر ونحس ونتلمي آثاره في كل هذا.
فتأملي واستعيني بالله ولا تعجزي .

رابعا: الألعاب والقصص

الطفل سريع الملل من التلقين .. ولا يصبر علي الخطب .. وإنما صبره طويل طويل علي اللعب والمرح. ونحن في الأصل ننوي زرع العقيدة في قلب الطفل ونحن نعلمه هذه الوحدة العلمية .. فلا بأس بقدر كبير من الألعاب والأدوات مع دراسة هذه المعلومات.

من المقترحات التي أسوقها إليك:
اخرجوا إلي حديقة عامة وقت الغروب يمرح أطفالك ويلعبون وفي نفس الوقت يراقبون السماء والغروب ويتأملون.
اشتروا تقويمًا وثبتوه علي الحائط أو اصنعوا واحدًا بخاماتكم المنزلية وتابعوا فيه تغير الأيام ثم الأسابيع والشهور .
اقرأوا قصصًا مطبوعة أو إلكترونية، اسمعوا أشعارا، شاهدوا كرتونا سويا تجمعكم به جلسة طيبة. المهم هو التفاعل بينك وبين طفلك في مرح وخفة حتي يسهل عليه تقبل المعلومات.


وأخيرًا..
العلوم المختلفة من حولنا مادة تتجلي فيها أسماء الله وصفاته عزوجل وأفعاله، فلا يليق بها أبدًا أن تُدرس بمعزل عن الله وآياته وكلامه ووحيه وسننه الكونية.
ولا يليق بها أن تُدرس من خلال الكتب المدرسية وفقط أو الشيتات وفقط أو الكتابة وفقط بل تحتاج إلي إشراك التجربة والحس والوجدان معًا من بعد نور الوحي . 


وبين يديك رابط دورة كاملة عن خطة تعليم التقويم للطفل من منظور إسلامي يمكنك الاشتراك بها الآن

https://www.facebook.com/414168419041334/posts/1109246489533520/