الجمعة، 1 نوفمبر 2019

خطواتنا الصغيرة نحو تعلم تفسير القرآن

نوفمبر 01, 2019 1 Comments



تأخرت هذه التدويينة كثيرا .. ولكن عن غير عمد في الحقيقة فنرجو المعذرة :)

الكلام عن التفسير كمادة في مدرستنا ربما لن يطول علي عكس ما يتوقعه البعض، لن أبالغ إن قلت أن هذه المادة هي أقصر موادنا الدراسية في الوقت والتحصيل ..كما وأنها مادة ثانوية نتعرض لها مع بعض السور دون الأخري.. ولكن متي فعلنا جعلناه وقتا ممتعا قدر المستطاع.

وإنما ما سأتكلم عنه أكثر هنا هو منهجيتنا في هذه المادة و سأحاول أن أوضح ما الذي نفعله وكيف نفعله ولماذا ؟! لكن من المهم أن ننتبه إلي أن هذه المنهجية هي مرحلتنا الأولي في الدخول في مادة تفسير القرآن، أي أن هذا القدر سيتغير مع تقدم العمر وهذا الكم من التحصيل سيزداد ويتشعب .. لكن في عمر ابنتي الحالي اكتفي بهذا التبسيط الشديد للمعلومات وللكم المحصل. وأهدف من خلال ذلك لعدة أهداف محددة اكتفي بها:
 أن نحب الجلوس لسماع التفسير وحكايات القرآن كما نحب أن نجلس لسماع القصص وقراءة الكتب الأخر. 
 وأن تدرك أننا يمكن أن نتعلم من خلال القرآن الكثير من الأشياء "الحلوة" والمعلومات المثيرة.
وأن القرآن هو مصدر تعلمنا عن الله والنبي محمد والملائكة ومنه نعرف بعض من طبيعة الكائنات والعالم من حولنا  .


نأتي الآن لكيفية تطبيق هذا:

أولا: في مرحلتنا الحالية .. يعتبر التفسير مادة لغوية بالأساس إذ نركز أكثر علي حفظ معاني المفردات .. وليس ذلك في كل السور.
بعض السور نمررها فلا نفسر أي مفردة فيها إذ أري أن معانيها أكبر من استيعابنا في المرحة الحالية 
وبعض السور نفسر بعض مفرداتها دون البعض ،
والبعض الآخر نفسر ما فيه كله.

فمثلا سورة قريش تعلمنا منها ما هي قريش ومعني القبيلة وما المقصود بالبيت ولكن لم نقف عند لفظة "لإيلاف" ولا "إيلافهم".
وفي سورة الفيل تعلمنا تقريبا كل مفردات السورة،
 أما سورة العصر فلم نفسر منها شيء.
أما عن كيف نحفظ معني المفرده؟
فالإجابة الرسم .. نرسم معني المفردة.

 واخترت هذا لإضفاء بعض المتعة علي حلقة التفسير خاصة مع حب ابنتي للرسم، ولكي  يسهل عليها حفظ المعني الذي رسمته بيدها ومراجعته فيما بعد. إذ خصصنا كراس خاص لرسم المفردات ونفتحه كل فترة نتصفح رسوماتنا التي هي بالأساس معاني للمفردات التي حفظناها، فنكون بذلك راجعنا بدون مراجعة وحفظنا من دون حفظ :)









كما أني مع كل رسمة اكتب المفردة ومعناها بخط واضح آملة أن يمثل هذا كتاب"معاني مفردات القرآن"خاص لابنتي فيما بعد، تفتحه بمفردها فتقرأ فيه معاني كلمات القرآن من دون مساعدة مني.

_____________________________________


ثانيا : التفسير كمادة عقدية
 التفسير يعد مدخل للتعرف علي الله والنبي وأركان الإيمان عموما، لم أحدث ابنتي عن كون الله واحد فرد لا مثل له في الدنيا كلها إلا حينما تعلمنا سورة الإخلاص، ولم أخبرها أن القرآن كلام الله إلا مع دراستنا لقصة أصحاب الفيل، ولم أحدثها عن أن الكعبة بيت الله إلا ونحن نرسم مفردة " هذا البيت" من سورة قريش، ولم أخبرها أن الله هو خالق كل الناس والكائنات إلا ونحن نحفظ سورة الناس.

فالتفسير لدينا مدخل للعقيدة بتبسيط شديد وبدون أي تطويل أو معلومات زائدة خاصة أن مارية لم تبدأ مرحلة الأسئلة عن الله والغاية بعد. فأصبح دور تعليمها ملقاه كله علي كاهلي ومن ثم أحذر جدا جدا في تقديم هذه الأصول لها حتي لا أشوش عقلها بتفاصيل أكبر من استيعابها .. طالما أن عقلها لم يهتم بعد بالتعلم والسؤال .

وعليه يعتبر الدرس العقدي درس تفسير بالأساس .. حتي نتوسع فيه لاحقا.



_____________________________________


ثالثا: التفسير كمادة تربوية :
يمكن اختصار الكلام تحت هذا العنوان في "استخراج الدروس المستفادة من السورة والعمل علي تعلمها"


لكل سورة من سور القرآن وحدة موضوعية ومقصد تدور حوله.. وتحت هذه الوحدة موضوعات فرعية متباينة في ظاهرها لكنها تخدم الوحدة الأساسية للسورة في أصلها .. قبل تقديم السورة لابنتي أقرأ تفسيرها جيدا والمقصد الذي تدور حوله.. ثم أنظر في الموضوعات التي تتناولها السورة أي واحد منها يناسب مرحلتنا العمرية الحالية ويخدم مستوانا العلمي الحالي وأقدمه وفقط . 

مثلا سورة الفيل مقصد السورة هو إظهار قدرة الله علي حماية بيته الحرام تذكيرا وامتنانا .
أحد الموضوعات التي تشير إليها السورة في طياتها هو كيف أن الحيوانات من  جنود الله عز وجل التي يستعملها للصد عن دينه
وهو أصلا معني مكرر في القرآن كثيرا في قصص الأمم السابقة ..
فأخذت هذا المعني "المتكرر" في القرآن وركزت عليه فقط حين تعلمنا تفسير السورة وعلمت ابنتي كيف أن الطير والفيل من عباد الله وأنهم يطيعونه ولا يغضبونه بل يغضبون ممن يؤذي دينه ويدافعون عن بيته .
نفس الشيء كان قبلها في سورة قريش .. فمقصد السورة الأساسي هو قبيلة قريش وما منّ الله عليهم به وواجبهم نحو ذلك.
ولأن قريش اسم علم لمخاطب يخاطبه القرآن كثيرا .. ولأنها لفظة مهمة في سيرة النبي صلي الله عليه وسلم .. فركزنا في تفسير السورة علي معرفة من هي قريش وما هو البيت الذي يكانوا يعيشون عنده .. كيف كان عيشهم، طعامهم شرابهم ركوبهم، لباسهم .. ثم قلنا أن الله هو من كان يرزقهم بكل ذلك..

هكذا يسير الأمر ..
مفهوم واحد من السورة نركز عليه كل عملنا وحديثنا، ويكون أقرب لفهمها واستيعابها وفي نفس الوقت يخدم مقصد السورة الأساسي لأننا سنعود ثانية لتدارس السورة لكن بتفصيل أكبر مع تقدم العمر، فنبني بهذا توجيهات متراكمة علي بعضها لنصل إلي العمل بكل آيات السورة كما أرجو وأتمني.

هذه الدروس المستفادة التي اختار التركيز عليها تكون بعد تحضير السورة وقراءة تفسيرها ومعرفة مقصودها
واعتمد فيه علي كتابين "المختصر في التفسير" و كتاب آخر لكنه متقدم المستوي، لذا يمكنك استبداله بأحد الكتب المختصرة مثل تفسير السعدي أو أيسر التفاسير للجزائري أو التفسير الميسر وكلها متوفرة علي الشبكة سهل الوصول إليها من جوجل.


_____________________________________


رابعا: التفسير كمدخل للعلوم والأنشطة:

 أنا من أنصار توظيف الأنشطة في دراسة الدين عموما ومواده المختلفة .. إذ كيف يتعلم الطفل العلوم المختلفة بطرق جذابة ممتعة ثم نأتي للدين ونقول له اجلس فقط للتلقين والتلقي.
ولكن .. الأمر يجب أن يكون موزونا ووسطا .. لا يترك كله ولا نبالغ في استخدامه .. وخاصة مع القرآن فإنه "قول فصل . وما هو بالهزل"

لذا .. في منهجيتنا نؤخر الأنشطة العلمية ولا نعتمدها إلا إذا خدمت مراد السورة نفسها .. أي أن يوضح لنا النشاط مراد السورة ويزيدنا إيمانا بمعناه ويعيننا علي العمل به.
وليس مجرد نشاط بعيد عن المعني نلصقه الصاقا بالسورة لكي نقضي وقتا ممتعا في ظاهره لكنه مشتتا في حقيقته. لأنه يشغل قلب الدارس في موضوعات فرعية ثانوية بعيدة عن مراد السورة نفسه وما تحاول بثه في قلب المتلقي.

كمثال لتوضيح الكلام: في سورة قريش توقفت كثيرا عند قول الله "رحلة الشتاء والصيف"، ففكرت كثيرا كثيرا أن أجعل هذه الآية مقدمة ومدخل للدراسة عن الفصول. ثم نظرت .. هل هذا سيخدم المراد الذي تدور حوله معاني السورة أم سيأخذنا بعيدا عن المضمون .. ؟!

هكذا تدور الأمور في منهجيتنا..

الذي أهدف إليه حقا حين أُجلس ابنتي لتتعلم القرآن أن تجمع قلبها كله لمراد الله من كلامه.. ما الذي أراد سبحانه أن يقوله لنا هنا ولماذا، ما الذي يريد أن يربينا عليه؟!
فلا أحب تشويش قلبها بمعاني فرعية علمية بعيدة عن الغرض الأساسي من السورة أو الآية التي ندرسها. لا أقول أن هذا حرام أو لا يجوز، لكن أقول كما قلت من قبل: ظني أنه يفرغ القرآن من اختلافه ككتاب عقدي تربوي بالأساس في عين الطفل .. ليجعله شبيه بكتب أخري يتعامل معها كمصدر تعلم ومتعة لا مصدر تشريع واتباع!
ولكن رغم ذلك فليس كل الأنشطة سيئة .. بعض الأنشطة مفيد حقا ويثبت معني السورة في القلب ويعين علي العمل.. علينا فقط أن نكون أكثر انتقاءا لمتي وكيف نربط النشاط بالسورة أو الآية.

والحديث هنا يخص الأنشطة العلمية.. وليس أنشطة اللغة. إذ لا يستقيم عقلا أن نفصل بين القرآن والعربية في تعلمهما !



__________________________


إلي هنا ينتهي الكلام .. فهذا هو شأن مادة التفسير في مدرستنا ... خطوات صغيره نأمل أن تكبر مع الزمن

الأربعاء، 9 أكتوبر 2019

عن ثوب نحيكه بأيدينا ..خطتنا للعام الدراسي الجديد

أكتوبر 09, 2019 4 Comments

هل الثلاث سنوات مدة طويلة ؟
ربما نعم ، في عمر الأيام هي مدة طويلة جدا ، أما في عمر الخبرة فلعلها لا تساوي إلا قليلا
أوشكنا أن نتم 3 سنوات من التعليم المنزلي 💓
 اللآن لست كما بدأت ..
اعتادت أصابعي إمساك الإبرة والغزل، واكتسبت بعض الحساسية تجاه ملامس الأقمشة، وصارت جلستي علي مقعد غزلي ثابتة واثقة..
هذه المرة ، في هذه الخطة، حكنا ثوبنا بأيدينا 💓



دعوني أحدثكم أولا عن بعض التخطيط العام لمدرستنا :

في الآونة الأخيرة، ولأسباب عديدة أول قرار اتخذته وأنا أحدد منهجنا المدرسي للأعوام القادمة أن أتحرر من المسميات.
لم أعد أهتم بتسمية ما أفعله مع ابنتي، هل هو تعليم حر، أم تعليم موجه ذاتيا، أم هو تعليم بنهج منتسوري أم هو نمط كلاسيكي، أم أم ..
المسميات التي ظللت طويلا أدور في فلكها ولم أجن إلا التشتت وضياع الوقت والاحساس الدائم بإن "فايتني فايت"
لمّا قررت ذلك .. وكأن أغلالا كانت علي عقلي قد فكت..وحجرا ثقيلا كنت أحمله سقط .. ووجدت عالم التعلم رحبا أكثر
وتسارعت قيمي الخاصة وأحلامي تملي علي أفكارها .. وكأنها كانت تشتاق إلي.
فبسملت .. وبالله استعنت .. ثم وضعت نهجا لنا للأيام القادمة ..


كنت قد كتبت تدوينة سابقة بينت فيها عناوين ما سنركز عليه خلال فترة في سنوات مدرستنا الأولي.

ابنتي الكبري تبلغ 3 سنوات و8 شهور
⬅  هذا العام قررت البدء مع الدراسة كسنة دراسية لنا لأعيش أنا جو الدراسة وبعض الإلزام في العمل اليومي والمتابعة التعليمية الذي أفتقده. ورغم صغر سن ابنتي وقلة الكم الذي نحصله يوميا من الناحية الأكاديمية ، إلا أن هذا بمثابة تدريب علي الالتزام لي وليس لها، ففي مرحلة ما سنحتاج إلي خطوات جادة حقيقية في التعلم والتحصيل الأكاديمي .. أحاول التهيؤ لها من الآن .

⬅  قررت أيضا استعمال أوراق تقييم لكل مادة، عادة ما كنت أستعمل منظم وأحدد أهداف لكل مادة، لكن ما ضفته هذا العام هو ورقة التقييم. لأني أحتاج أن أقيم ما تعلمناه دائما وخاصة في مادة القرآن والتفسير، تقييمه من جهة الكم وكيفية التقديم والأثر في الحياة.
لذا أعجبني منظم التعليم المنزلي الخاص بمدونة عالم منتسوري والذي يحوي ورقة تقييم جيدة .. وفكرت أن أجربه هذا العام خاصة مع إتاحة نسخة ال WORD التي ساعدتني علي التعديل علي الملفات والعناوين .. فجزا الله د.دعاء مجدي عن هذه النسخة خصيصا خيرا .

⬅ فيما يخص اللغة الإنجليزية فهي مؤجلة حتي نتقن العربية جيدا
وفيما يخص العلوم كدراسة منهجية فهي مؤجلة أيضا وسنكتفي فيها ببعض الموضوعات المتفرقة التي نختارها بناءا علي الاهتمامات التي تطرأ لنا أو المناسبات العامة .

⬅ سنعتمد في التخطيط نظام الوحدات و ال blocks، ولنا فترة طويلة نسير به لكن نأخذ منه فقط التركيز علي مادة واحدة لمدة طويلة ولا ندرس معها مادة أخري .

⬅ القصص وأنشطتها لها مساحة كبيرة في مدرستنا ، وكنت كتبت عن توظيفنا للقصص من قبل في هذا المنشور يمكنكم مراجعته.
⬅ كنا حددنا لمدرستنا من قبل مواد بعينها  التي تدور عليها دراستنا خلال سنوات قادمة إن شاء الله
التربية الدينية
اللغة العربية
الرياضيات
الفنون
الذكاء الوجداني

هذه المواد سنكتفي بها حتي سن السادسة تقريبا أو سن دخول المدرسة .. لماذا؟
لأني صرت علي قناعة أن هذه المواد هي المواد التي يبني عليها غيرها .. فهي تحوي في طياتها مهارات كثيرة جدا جدا كفيلة بأن يكتسها الطفل في عدة جوانب .. لذا سنكتفي بها حاليا.

يبقي السؤال
ما الذي سنتعلمه من هذه المواد في هذا العام وما خطتنا فيه ؟

في عمرنا الصغير الحالي ، تكفينا اللغة العربية والتمهيد للرياضيات وبعض أنشطة الغنون المختلفة طبعا إلي جانب التربية الدينية

✦ فيما يخص اللغة العربية قررت الدمج بين نور البيان وبعض أنشطة منتسوري الخاصة باللغة وهذا القرار اتخذته بعض اطلاعي علي الصفحة الجميلة "منتسوري علي أد الإيد" علي الفيس بوك ، والتي ألهمتني بخطة اللغة العربية وتحديدها


في الكتابة أعتمد علي الرسم الكثير واستخدام اليد كثيرا
ومنهج الوردة من إصدار دار شجرة ، وأحبه كثيرا جدا ، وحقا أتي بثمار طيبة مع ابنتي
المنهج حاليا معه دليل معلم وبازل للوردة فأتوقع أن يكون أكثر نفعا من النسخة القديم، وسنوفرة قريبا في فطرة إن شاء الله. 

✦ في الرياضيات قررت اعتماد منهج منتسوري وأدواته، المنهج جيد ومرتب ويتنقل بالطفل خطوة خطوة
فضلا عن انتقاله بي أنا خطوة خطوة كأم تكره هذه المادة أساسا ولا تفهمها 😀
لن نقدم رياضيات هذا العام إلا بعد التمهيد الجيد لها ، لذا في أنشطة التمهيد للرياضيات أستخدم الركن الحسي في منتسوري
باللإضافة لبعض الأنشطة المتفرقة الخاصة بتنمية التفكير المنطقي أو القصص المختلفة

✦ في الفنون والرسم قررت اعتماد منهج الفنون والأعمال اليدوية الخاص بفلسفة والدورف ... لماذا؟
لأني ببساطة لا أعرف غيره، ولأني بحثت كثيرا جدا عن مصادر عن تعلم الرسم والتلوين لي أولا ثم تعليمها لمارية فحصل لي تشتت رهيب وتداخل للمعلومات. ففكرت في أن أمسك طرف الخيط من هذه الفلسفة ثم بعدها أتوسع في التعلم..
في والدورف يهتمون بالفنون والأعمال اليدوية ويقدمونها للأطفال بكثرة ويربطونها بالقصص. العقبة التي تواجهني حاليا هو عدم امتلاكي لمنهج لهذه الفلسفة.. لكن الجيد أن بعض المواقع الآن تقوم بعمل كورسات عن الرسم في والدورف وأسعي للحصول علي أحدها
أما الأعمال اليدوية فأحاول تعلم بعضها من خلال اليويتوب إضافة إلي القراءة عنها من خلال المواقع المهتمة "بوالدورف" والحصول علي بعض الأفكار من بنترست أو المدونات المهتمة بهذه الفلسفة. 


التربية اليدينة : فيها حفظ القرآن والتفسير والآداب وقصص القرآن وربما نبدأ هذا العام في تقديم السيرة
وهذه مقتنياتنا فيها قليلة جدا، فقط أرتب ذهني جيدا وأتذكر ما تعلمته سابقا ثم أقدم الدرس
قد أستعين بكتاب أو ورقة عمل .. لكن غالبا لا أحضر الدرس ولا أعتمد المصدر مسبقا
أغلب شغلي في هذا الركن يتم بشكل وقتي.




وإلي هنا تنتهي هذه التدوينة .. نستكمل في تدوينات أخري تفاصيل تدارسنا لهذه المواد ✋✋✋✋




الأحد، 11 أغسطس 2019

عن حفظ القرآن في مدرستنا .. لماذا وكيف؟

أغسطس 11, 2019 4 Comments
منذ كانت ابنتي في عمر أقل من سنة.. بدأت تعويدها علي سماع القرآن بتشغيل سورة سورة أواخر جزء عم لمدة أسبوع
لتعتاد سماعها وتألف ألفاظها فيسهل عليها الحفظ بعد ذلك ..
وقد كان .. حتي أنها حفظت كلمات بعض السور وكانت تحاول ترديدها .. وأحبت القرآن ولا تستغرب سماعه
أو تكراره في المنزل .. وتحققت الألفة التي كنت أرجوها

ثم لما بلغت عمر 3 سنوات .. وفي صباح أحد الأيام سأل والدها "إنتي هتبدأي معاها تحفيظ امتي؟ دي تمت 3 خلاص"
لم يكن يعلم أني كنت أفكر وأفكر .. ولكن يمنعني من البداية المرتبة الممنهجة هو الرهبة من الأمر
كلمته دفعتني للبدء بمنهجية .. وخاصة مع توقفنا التام عن الأنشطة بعد ولادة أختها
فكانت المساحة الذهنية والزمانية لي ولها رحبة لبدء دخول عالم الحفظ الشريف
فاستعنت بالله ثم بدأت



❛━━━━━━━ ••• ━━━━━━━❜

⏪ لماذا اخترنا لها أن تحفظ القرآن ؟

لعدة أسباب خاصة بنا وبقيمنا وبتخطيطنا كوالدين .. منها رغبتنا في أن نحوز شرف أن يكون أبنائنا من حملة القرآن وأن نحوز الجزاء الأخروي علي ذلك
ومنها أن يُحسّن القرآن لسانها ويصحح لها لغتها ويقوي إنتمائها لدينها ويعزز لديها هويتها
ومنها أن أستغل فترتها الذهبية للحفظ والتخزين في أن تحفظ أجل كلام وأصح نص
وأسباب أخري أدخرها للقاء الله .. ونوايا أحتسبها ليوم الحساب

✋✋لكن
من المهم أن أقول أن هذا الشرف يجب أن نراعي فه طبيعة الطفل .. مرحلته العمرية.. قدرته الذهنية
فليس كل الأطفال سواء في إقبالهم علي حفظ النصوص ... بل بعض الأطفال فعلا لا يرغبون لأنهم لا يقدرون
وحفظ القرآن وإن كانت فضيلته عظيمة جدا .. وشرف كبير .. إلا أنه ليس الباب الأوحد لتربية الطفل علي القرآن
بل لدينا أبواب عدة .. كالتلاوة والتتفسير والتدبر والتأمل .. كلها وسائل منحها الله لنا ونوعها لنا رحمة بنا وبقدراتنا
يمكننا أن نقوم بها لكي نعلق الطفل بكلام الله فينشأ عليه ويعظمه ويسمع له ويطيع
فإن كنت لا تستطعين كأم حمل طفلك علي الحفظ لأي سبب .. أو كنت ترين فضيلة التدبر عليه
أو كان ابنك يأبي أو لا يقدر.. فاعلمي أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها
فاسعي فيما فتح الله لك فيه .. وسيري علي بركته وتيسيره ..


❛━━━━━━━ ••• ━━━━━━━❜

⏪ كيف ندرس حفظ القرآن في مدرستنا؟

حفظ القرآن مادة ثابتة يومية في مدرستنا .. نبدأها كل صباح.. وقد نقوم بها ليلا إذا مر وقت الصباح دون مدرسة لانشغالي

وسائلنا في الحفظ:
  1. الروتين :
    تعمدت تثبيت روتين يومي للحفظ بالذات قبل وبعد.. فأنا دائما وأبدا أحرص وبشدة علي جعل "الدين وما يخصه من مواد" داخل مكونات البيئة التي يحيا فيها الأطفال .. فيشبوا علي أنه جزء لا ينفصل عن كيانهم ولا ينفصلون عنه

    واخترت أن يكون الروتين صباحي .. لأني لاحظت أن أكثر أوقاتها نشاطا وهدوء نفس وطاعة لي ومجاراتي في أمري أنا يكون في الصباح بعد استيقاظها قبل أن ندخل في مشاحناتنا اليومية أو تلهيها الألعاب والملهيات المختلفة
    فلا حرج أن يكون روتينك مسائي أو بعد الظهيرة أو حتي بعد منتصف الليل.. فقط احرصي أن تقدمي هذه المادة في "أروء لحظات الطفل"

    فكان روتيننا كالتالي:
كل صباح .. تستيقظ .. تذهب للحمام .. نسرح شعرها .. تبدل ملابسها .. (و لابد من قضاء االكثير من الوقت أمام المرآة بلا شك ووضع بعض الميكب "فهذا من ضمن الرويتن") 😀😀.. أعد لي كوب الشاي .. ثم نجلس للحفظ ..
"وغالبا بعدما ننتهي  أذهب لصلاة الظهر.. أو أراجع حفظي أنا كروتين ثابت لها أيضا"

2- استخدام مصحف أو كتاب خاص بحفظها

في بيتنا .. أنا ووالدها كل منا له مصحفه الخاص نراجع منه محفوظنا وهو معروف لديها .. حرصت أن يكون لها مصحف أو كتاب لتحفظ منه يكون خاص بها كتقدير لها وتشجيع لها
كان عندي عدة مصاحف وعدة كتب اخترت منها أحدها أعجبني فيه كبر حجم الخط فيه و مساحة الفراغ الواسعة في الصفحة
فاستخدمناه في حفظنا .. نفتحه أمامنا ونقرأ منه السورة ونرددها .. وبعض السور كانت تنتبه للكلمات وبعضها مجرد أنها تمسك المصحف وتقرأ منه تقليدا لنا وبعضها كانت لا تنتبه له أصلا
لكني في كل ذلك حرصت علي الحفظ من المصحف.. فساعدني ذلك علي تثبيت الروتين أيضا ..  متي قلت "يالا نحفظ؟ تجري تحضر كتابها وتجلس بقربي.

3- تنويع أساليب الحفظ :



لا بأس عندي أبدا أن تحفظ مارية وهي تجري حولي طالما أنها تردد معي بتركيز وتنطق الآيات برزانة
ولا بأس عندي أن نشرك عرائسها معنا .. بل تكون الجلسة مرحة جدا .. فأردد الآيات علي لسان الكلب أو الفيل أو الدب بصوت مضحك وهي تردد خلفي
ولا بأس أن نقوم بتصوير أنفسنا فيديو في كل مرة نردد ..
ولا بأس أن نقفز قفزة مع كل آية
ولا بأس أن نرسم ونحن نردد أو نلعب بالصلصال
ولا بأس أن نتوهم أننا في الحضانة وأنني المعلمة وهي تردد خلفي بصوت عال
أو نتوهم أننا مع كثير من الناس فنردد الآيات همسا في آذان بعض حتي لا يسمعنا أحد
ولا بأس أن نردد الآيات في ميكروفون وهمي نصعنه من "رول" كارتون أو ورق
ولا بأس أن نحفظ ونحن في المطبخ نتشارك في إعداد أكلة ما
ولا بأس أن نحفظ ونردد ونحن نلاعب أختها .. بعد أن ننشد لها بعض الأناشيد
ولا بأس أن نحفظ ونحن نشير بأصابعنا علي الآيات كلمة كلمة في تجربة جديدة ومثيرة
ولا بأس أن .. وأن .. وأن .. كل الأساليب متاحة ما أمكن .. لأنها طفلة يميل قلبها لكل فعل وقول يغلفه المرح واللعب
فنحفظ باللعب قدر مستطاعنا .. بشرط واحد عندي: هو أن لا تنطق الآيات بصورة هزلية سريعة من باب المبالغة في المرح واللعب
هنا أتوقف وأطلب منها أن لا تفعل هذا لأن نطق القرآن بهذه الطريقة غير مسموح "ومش صح خالص" لأنه كلام الله وكلام الله معظم .

4- من المهم الحرص الشديد علي تنفيذ الروتين في البداية مع مراعاة مزاج الطفل  في نفس الوقت
 في بداية تثبيت روتين حفظنا .. استخدمت سلة الأنشطة الصباحة لتشجيعها علي البدء بالحفظ ..
فككانت تتهرب .. تقول لي "طب نلعب بده الأول " كنت أرفض وأصر أنه لا أنشطة إلا عندما ننهي حفظ القرآن أولا
وفي أحيان أخري كانت ترفض تماما أن تحفظ .. وتردد خلفي بملل .. وتتكلم كثيرا ونحن جالسون .. فأسألها إن كانت لا تريد الحفظ الآن ونحفظ في وقت آخر .. فلو شعرت منها بملل حقيقي لا أثقل عليها أتركها حتي لا تنفر من جلسة الحفظ بعد ذلك
فالجمع بين الأمرين مهم .. وهذا يرجع لخبرتك بمعرفة حال طفلك لحظتها


5- فيما يخص تفسير السور.. لأن سنها صغير لا أفسر لها كل سورة نحفظها
ولا حتي أفسر كل آية نحفظها.. بعض السور نكتفي بحفظها فقط.. وبعض السور اكتفينا بتفسير بعض مفرادتها
وفي العموم .. في مدرستنا منهج التفسير يطول الكلام فيه فنفرد له تدوينة خاصة إن شاء الله

6- أما عن مقدار الحفظ....فنحن نحفظ آية واحدة في اليوم .. نرددها كثيرا واختبرها بأن تقولها بمفدرها.. واليوم التالي نقرأها أولا ثم نحفظ ما يليها جيدا ثم نرددهما معا .. وهكذا حتي تحفظ السورة كاملة ..
بعض السور لا تستطيع تسميعها كاملة بشكل جيد.. أمررها ولا أقف عندها كثيرا ولكننا نراجعها يوميا تقريبا بعد كل حفظ جديد
ونسيت أن أنبه علي وسيلة مهمة..وهي سماع السور كثيرا.. والآن غالبا ما نستخدم هذه الوسيلة في مراجعة ما تم حفظه



❛━━━━━━━ ••• ━━━━━━━❜

في نهاية التدوينة ..
أذكرك وأذكر نفسي أن القرآن كلام الله عزوجل.. وأن الكبير قبل الصغير لابد أن يتعامل معه بأدب وتعظيم وإجلال
وأذكر نفسي واياك أيضا أن الحفظ فضيلة لا فريضة .. وأن من السلف من لم يكن يحفظ ولا مهتم بالحفظ
فلا تثقلي علي طفلك ولا تحمليه علي ما يكره.. فلا تجبريه ولا تعنفيه وارفقي به ليحب كتاب الله ويحب أن يجلس ليسمع كلام الله

وأذكر نفسي واياك -إن كنت تحبين لابنك أن يحفظ-  أن تستفرغي وسعك في ذلك وأن تستعيني بالله وأن تصبري وتصابري وتجاهدي
وتذكري مشهد يوم أن نلبس حلل الكرامة يوم القيامة إن شاء الله فتعان نفسك علي هدفك

ولا تنسي النية الصالحة.. فوالله نحن لا نُحفظ لجاه ولا لفخر ولا حتي لعجب نجده في أنفسنا
وإنما نرجو أن تكون نيتنا لله وفقط.. تعظيما لدينه وإجلالا لكلامه .. ومحبة أن يجري علي ألسنة أطفالنا وأن يسكن صدورهم

الله يبلغنا واياكم الأجر ويعيننا ويعينكم






الجمعة، 2 أغسطس 2019

بمنهج أكثر مرونة .. خططنا لمرحلتنا

أغسطس 02, 2019 4 Comments


التعليم المنزلي قرار صعب .. ليس لصعوبة المهمة نفسها من تعليم وتدريس وحسب
وإنما لصعوبة الاختيارات بداخله

إنه قرار مغامر  بداخله قرارات مغامره صغيرة :)

لماذا نتحدث عن القرارات الآن وصعوبتها ؟!

لأنه منذ عدة أشهر ومع بدء المرحلة السنية من 3 ل 6 في منزلنا
كان علي تحديد .. ما التالي؟!
هل سنكمل مع "منتسوري" برتابة منهجها وضخامته وغلاء أدواته وماديتها الطافحة من كتاباتها والآلية في تقديم الدروس؟
أم سنرمي كل ما تعلمناه عن منتسوري عرض الحائض لنبدء من الصفر و من جديد؟!


توقفت عدة أشهر فقط أفكر .. ما التالي ؟! ما الخطوة القادمة؟! ما المفترض تعلمه في هذه المرحلة ؟!
ما الذي أريد لابنتي تعلمه؟! في رؤيتي وعلمي بها ما المناسب لها؟!
المهارات.. ما المهارات التي يجب أن تتعلمها التي ستعينها في الحياة بعد ذلك؟ ..

ومن شدة انشغالي بالكلمة - المهارات- قدرا وقعت عيني علي فيديو علي اليوتيوب معنون ب "التجربة الحيايتة لمهندس أيمن عبد الرحيم"
تجربة حياتية !.. ومهندس أيمن ..! والرجل كان له كلام جيد قبل ذلك عن تعليم اللغة للطفل .. مؤكد سيتكلم عن مهاراته وكيف اكتسبها ومن أين! فلنستمع إذا لعلنا نستفيد..


شاهدت الفيديو وبالفعل كان رائعا جدا وطرت به إذ تحدث فيه عن :
"المهارات الأساسية التي يحتاجها كل الناس للنجاح في الحياة وسوق العمل" ولكنه تحدث عنها بشكل شخصي
حكي تجربته هو

بحثت عن المزيد من دروسه عن هذا الأمر

فوجدت ما ساعدني علي وضع منهجنا الخاص .. وهو ثلاثية من 8 ساعات تقريبا بعنوان :
"ماذا أتعلم ؟ كيف أتعلم؟ من أين أبدأ"

تكلم فيها وبالتفصيل وبالمصادر عن تلك المهارات الأساسية وكيف نتعلمها ومن أين
الدورة للبالغين .. وتتحدث عن البالغين .. ولكنه أشار في كلامه إلي أهمية اكتساب الأطفال لهذه المهارات ومن سن صغيرة


بعد سماعي للدورة كاملة .. شعرت وكأن الدنيا صارت أكثر رحابة .. أكثر سعة
وبأني كنت أحبس نفسي داخل إطار فلسفي غريب عني وأنا غريبة عنه .. وكنت سأحبس ابنتي فيه
خرجت منها بالمهارات التي كنت أبحث عنها وجعلتها أساس تعليمنا ومنهجنا

فجعلت الأساس فيه الاهتمام بالقرآن حفظا وتفسيرا مع أنشطة التربية الدينية من قصص وآداب
والاهتمام الشديد جدا جدا باللغة العربية الفصحي .. 

الاهتمام في المرحلة الحالية بتعلم مهارات ما قبل الرياضيات ومبادئها
الاهتمام بتعلم الرسم كالاهتمام بأي مادة تعليمية أخري
التركيز علي اكسابها الذكاء الوجداني



والآن .. صار تعليمنا وأهدافه واضحا أكثر لي .. خطواتنا صارت محددة
موادنا قليلة جدا .. لكنها غنية .. نتاجها نعلم أننا سنجنيه علي مدى إن شاء الله
أستعين في موادنا بما يمكنه أن يساعدني من أي فلسفة أو طريقة كانت
نور البيان .. منتسوري .. والدورف .. دروس الوحدات .. المدونات الأجبية والعربية .. الصفحات علي الفيس بوك


وسنوثق هنا إن شاء الله تفاصيل منهجنا وموادنا وأنشطتنا .. لكي يستفيد من كان يبحث مثلي عن نفس الطريق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 10 يوليو 2019

أول مصادر لي في التعلم عن منتسوري

يوليو 10, 2019 0 Comments

الاثنين، 8 يوليو 2019

مرحلة جديدة .. مدونة جديدة

يوليو 08, 2019 1 Comments
السلام عليكم ورحمة الله ..

استيقظت يوما علي ابنتي وقد أتمت عمر الثلاث سنوات 😮
شعرت وقتها ببداية مرحلة جديدة من حياتنا التعليمية وخاصة أنه قد تزامن مع ذلك ولادة طفلتي الثانية

أحاول من حينها وضع خطة سير محددة لنهج تعلمنا .. تحديد منهج محدد هل سنكمل مع منتسوري أم هناك ما هو أفضل
أم سنبحث عن منهج آخر أم نضع منهجنا الخاص بنا ..

تساؤلات كثيرة ومتطلبات كثيرة ودوامة أفكار كبيرة وجدت نفسي أغرق بها
وطفلتي بعد مجرد 3 سنوات فقط!!


فاستعنت بالله أولا
و تجردت من كل الأفكار المتداولة من حولي ثانيا
وتزامن ذلك مع معرفتي بمحاضرات مهندس أيمن عبد الرحيم الخاصة باللغة والتعلم والمهارات - والتي أشهد بغناها بالمعارف التي ساعدتني كثيرا -

وأمسكت الورقة والقلم وبدأت أخط لنفسي نهجا خاصا بي وبطفلتي وببيتي وبأسرتي
من خلال المعارف السابقة بالتربية
 وبمراحل نمو الطفل
 وبالمنتسوري
وبالمعارف الجديدة من مناهج ورؤي مختلفة حول تعلم الطفل

ما كنه منهجنا وما فلسفة تعلمنا وما أنشطتنا وما مصادرنا وما القيم التي نسعي لترسيخها لدينا
كيف أبني نفسي كأم ؟ كيف أتعلم؟ ما أتعلم ؟


هذا ما صنعت هذه المدونة لأجله
محاولة لتوثيق تجربة خاصة جدا بنا ومن صنعنا .. لعلها تكون نافعة

فتابعوا معنا