الاثنين، 14 مارس 2022

# اللغة العربية

تعليم اللغة العربية للأطفال ..من أين نبدأ؟ وكيف؟




 في البداية لنعلم أن عملية تعلم الطفل للغة تتم بشكل تلقائي من خلال اندماجه في البيئة المحيطة به.

إذ مع لحظة خروجه للحياة تستقبل مستقبلاته السمعية أصوات الأفراد من حوله ومع نموه ونمو إدراكه يعي أن هذه الأصوات المنتجة لها دلالات ومعاني معينة يتواصل الناس بها. فيبدأ في تقليد هذه الأصوات لإعطاء نفس الدلالات والمعاني التي تدخله في عالم التواصل مع الناس.
لذا.. كلما كبر الطفل في بيئة سخية بالتواصل المنطوق كلما كان معدل اكتسابه لهذه اللغة افضل وأعلي وتتكون لديه حصيلة لغوية ودلالات أكثر من اطفال آخرين لم يحظوا بهذه البيئة.
وهنا تأتي أهمية القصص والحكايات والأناشيد وجلسات الحوار التي نجريها مع الطفل في سني عمره الأولي ، فكلها وسائل جيدة لغمره باللغة وتنميتها لديه، لذا سنبدأ سلسلتنا بالحديث عن هءه الوسائل كعوامل تمهيد هامة لتعلم الطفل اللغة العربية.
الأحاديث اليومية :
المناغاة والضحك والبكاء والهمهمة وغيرها من الأصوات التي يصدرها الرضيع هي بمثابة محاولة للتواصل مع الآخرين. فمما يحسن بنا أن نبادل هذا التواصل بتواصل مماثل يتمثل في التحدث مع الطفل الرضيع عن أحداثنا اليومية لغتنا المنطوقة وكأنه شخص بالغ يفهم تماما ما نقول. وعقل الطفل بالفعل يعمل جاهدًا لفهم لغتك التي تتحدثين بها بل يسعي عقله لاستيعابها وتعلمها ومحاولة إنتاجها.
فحدثي الطفل الصغير عن كل شيء من حوله. حدثيه عن ألعابه عن طعامه عن غرفته عن المكان الذي ستذهبون إليه عند خروجكم من المنزل. عبارات مثل : اليوم سنزور فلان، اليوم سيأتينا فلان، أبوك أوشك علي الوصول.. الآن موعد نومك.. الآن أبدل لك الحفاض.. أراك سعيدًا لأنني أعطيتك لعبتك.. وهكذا
لا تعاملين مع الرضيع وكأنه شيء مصمت لا يتكلم ولا يسمع بل عامليه كبالغ يفهمك ويتواصل معك، فهذا نوع تمهيد له لتعلم اللغة بشكلها الأكاديمي لاحقًا.
الأناشيد:
يحب الأطفال الأناشيد تأسرهم كلماتها المسجوعة وتحركهم نغماتها، وهي أحد الوسائل لبناء الحصيلة اللغوية لدي الأطفال بتنوع مفرداتها أيضًا وبناء الذائقة اللغوية بقافيتها، كما أنها تنمي قدرتهم علي الحفظ. وكلما كانت الأناشيد فصيحة اللغة وموضوعاتها قريبة من بيئة الطفل في أول سنين عمره كان نفعها أكبر . ومن كان يهتم بتعليم أولاده الفصحي والتحدث بها فالأناشيد أحد الوسائل الهامة التي نوظفها لهذا الغرض.
في هذا الرابط بعض الأناشيد التي استعنا بها لي هذا العمر
القصص:
تخدم القصص جانبي اللغة المسموع والمقروء لدي الطفل، فضلا عن أثرها علي تنمية عقل الطفل وإدراكه وسعة أفقه بشكل عام. في القصص يسمع الطفل الأصوات التي تنتج الدلالات والمعاني ويري رموزها ايضا. فيعلم أن اللغة كما تتكون من أصوات تتكون من رموز أيضًا. وهذا تمهيد للطفل لعملية تعلم اللغة فيما بعد مع تعلم الحروف كتابة وقراءة. يبقي السؤال : ما القصص التي نقرأها للأطفال في هذا السن؟
أفضل القصص الفصحي قليلة العبارات والتي تناقش موضوعاتها الأشياء القريبة من بيئة الطفل المحيطة وحياته اليومية: الحيوانات ، الألوان، العائلة، الأخوة ، السماء والأرض، الجسم وأعضائه وما علي شاكلتها. لا أرشح سلسلة بعينها فأي سلسلة ستتناول هذه الموضوعات ستفي بالغرض.
كل هذه الوسائل نساعد بها الطفل علي تنمية إدراكه اللغوي في سني عمره الأولي. وحتي حينمت نبدأ في تعليمه القراءة والكتاية بشكل منهجي فإننا لا نستغني عن هذه الوسائل بل نستمر في توظيفها لأثرها وحاجة الطفل إليها في تنمية مدراكه ومهارانه العامة وليس المهارات اللغوية فقط.
نستكمل مع الجزء الثاني إن شاء الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق